ليس سهلا أن تكتب عن نفسك وعن حياتك للآخرين، خاصة أنني لست أطلب وظيفة أو عمل هنا… مستشفى البشير، تحديدا غرفة العمليات / عملية قيصرية الساعة تدق الرابعة وخمسون دقيقة من فجر الإثنين السادس والعشرين من أيلول سنة ألف وتسعمائة وثماني وثمانون وفي جو ماطر وبارد وُلدتُ كحفيد ثالث لجدي والإبن الأول لوالداي… وسط عائلة متماسكة إجتماعيا ومحافظة دينيا … الخلفية العائلية أثرت حتما على مسيرتي وتعليمي، فالتنافس على العلامات أمر واقع بين الأحفاد لهذا كنت من المتفوقين حتى بدون مراقبة الوالد أو الوالدة، ويبدو أنني منذ صغري كنت شغوفا بالقراءة قليل الشغب كثير السكون.. فكانت الكتب صديقتي أكثر من ابناء الحي… ولا أنكر أنني بدأت القراءة بالمجلات..الصحف.. والقصص … الغريب في الأمر انني الطفل الوحيد في الحي والعائلة لم أدخل رياض الأطفال وولم اتربى فيها … فبالإضافة إلى جهد والداي في تربيتي كان لجدي وجدتي دورا لا يقل أهمية عند دور والدي ووالدتي … في سن السادسة بدأت مسيرة الجد والإجتهاد … فدخولي لمدرسة محمد بن القاسم كان أول خطوة من خطوات العلم والإجتهاد .. وكانت المدرسة الاولى والأخيرة … إثنتي عشرة عاما قضيتها في المدرسة بصحبة أصدقاء الطفولة ونعومة الأظفار .. بالرغم من كرهي للمستشفيات والعاملين فيها …. لعدم إدراكي لأهميتها …. إلا أنني أحببت مهنة التمريض … فما ان أُعلنت نتائج الثانوية حتى كدت لا أسمع سوى … ماذا تنوي أن تدرس ؟؟؟؟؟ فأعلنتها مدوية .. رغم انها أذهلت البعض … علم التمريض ………………… وبدأت مرحلة جديدة في حياتي المرحلة الجامعية …الجامعة الهاشمية … قصة أقل ما يقال عنها .. الكفاح المسلح ….لكنه المسلح بالعلم والمعرفة … وحب الإستطلاع في هذه الأوقات إلتقيت بأشخاص لا يعدون … ولكن البعض لا يحق لي أن أنساهم فتغريد سلامة و عبدالقادر نشوان وروان العثمان … وأمي وأختي ومرشدتي إيناس العبسي …. إن كان لأحد علي من حق … فلهم كل الحق بالشكر والعرفان … مشروع العمر أول دورة إشتركت فيها وكانت تابعة لصندوق الملك عبدالله الثاني هذا موجز عن حياتي……….